حسب فهمي من السؤال على النحو التالي أليس الشيطان هو من ألقى الشك والظلمة في قلب الانسان؟ الإجابة: نعم، وأين كان المسيح؟ هنا ندخل في جزء مهم في اللاهوت المسيحي والتعليم المسيحي مختلف عن سائر الأديان وهي ان الله خلق الإنسان على صورته في الحرية وفى الحكمة وفى قداسة الحق؛ ومن ثم فإن حرية إرادة الإنسان لا يقتحمها الله لأنه لو ألغى أو اقتحم حرية إرادة الإنسان فإن الإنسان لم يعد على صورة الله؛ بل صار مثل باقي الكائنات غير العاقلة التي لا حرية ولا إرادة لها، لذلك نجد أن حرية إرادة الإنسان علامة أساسية لمعنى "«نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»." (تك ١: ٢٦). الله لا يتدخل إلا إذا اختار الإنسان أن يُطيع الله، إذًا فأين الله؟؛ الله موجود للذين يطلبونه وينتظرونه، ولكن الذين لا ينتظرونه أو يريدونه؛ يحترم إرادتهم "«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!" (مت ٢٣: ٣٧). فهذا هو التناقض بين إرادة الله الخيرة للإنسان وإرادة الإنسان التي اختارت الشر وتكون نتيجة هذا الاختيار هو أن يأتي الشر على الإنسان.