هل وباء كورونا غضب من الله على الانسان أو بسماح منه؟


الإجابة على هذا السؤال طِبقًا للعهد الجديد، وهنا أُحدد (العهد الجديد) بسبب اختلاف الإجابة بين العهد القديم والعهد الجديد، ولكن أليس العهد القديم والعهد الجديد من عند الله الواحد؟! الإجابة هي أن العهد القديم كتبه أنبياء لم يروا الله، أما العهد الجديد فهو استعلان ابن الله الوحيد للعالم الذي أعطانا حياته؛ وهنا الفرق على الرغم ان كلاهما موحى به من الله إلا أن هناك فرق في المستوى وحجم الاستنارة بين القديم والجديد ومن ثم فالعهد القديم أعطانا نورًا خافتًا بالنسبة للعهد الجديد الذى هو شمس النهار "وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ،" (٢ بط ١: ١٩). وعليه فإن هناك عبارات في العهد القديم توحى أن الله هو مصدر الخير والشر وأنه يعاقب البشر بالأمراض ومن ثم فعلينا أن نقرأ العهد القديم بعيون الجديد أي بالنور الكامل ونجد العهد الجديد موضِحًا أن "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا." (يع ١: ١٣). "وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ." (١ يو ١: ٥). "وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ." (يع ١: ١٤). إذًا من هو المُجرِب "فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا»." (مت ٤: ٣). إذًا الذي يُجَرِب بالشرور هو إبليس ولكن الآب السماوي غير مُجَرِّب بالشرور، البعض سيقول ولكن هذا بسماح من الله لأن الله هو ضابط الكون، ولكن كلمة بسماح من الله لا أساس لها في العهد الجديد أي أنه لا يوجد نصوص بهذا الشكل في العهد الجديد؛ ولكن هناك نصوص أُخرى تؤكد أن الشر لا يحدث بسماح من الله ولكنه يحدث بالمعاندة لإرادة الله "«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!" (مت ٢٣: ٣٧). ومن هنا نجد أن الفكرة التي تسربت إلى المسيحية من ديانات أخرى أن الله إله قمعي وهو يعمل دون إرادة البشر؛ هي مضادة للإيمان المسيحي الذى يقول أن الإنسان خُلق على صورة الله في البر وقداسة الحق ومن ثم في الحرية وأن الله يحترم حرية الإنسان واختياره حتى إن كان اختياره هو رفض الله، ومن ثم إذا اختار الإنسان اختيار عكس مشيئة الله فهذا اختياره، ومن ثم فإن الله ضابط الكل دون تجاوز أو اقتحام لحرية الإنسان، ولكن هو "لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ." (مت ٥: ٤٥). ولكن الله يملك فقط على الذين اختاروا ان يكونوا له، ولكن الذي لم يختار أن يكون له؛ فهو تحت مُلك وسلطان الشرير أي ان الشرير هو المُتحكم. وهنا نجد أن العهد القديم لم يفهم هذه الحقائق، بينما نجد العهد الجديد (النور الكامل) يوضح أن الشر يأتي من الشرير وأن العالم الشرير ليس له نقطه اتصال مع الله فكيف تصل إليه محبة الله ومنجدته ومعونته؛ وهنا نجد ان الله بعدما طرح الشرير في الهاوية "إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ." (كو ٢: ١٥). وأكد قبلها ان "لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ، وَلكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ ههُنَا." (يو ١٤: ٣٠-٣١). ولكن كيف صعد الشرير من الهاوية وتسيد على العالم؛ هذا حدث لأن الناس هي التي اختارت بكل حريتها أن تنتخب الشرير بالاختيار ومن ثم "أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." (يو ٨: ٤٤). إذًا هل هذا الوباء أتى إلى العالم بإرادة الله؟ الإجابة: لا ليس بإرادة الله وهل بسماح من الله؟ الإجابة: لا ليس بسماح من الله.