الدينونة


العقيدة المصرية القديمة سبقت اليهودية في تقنين فكرة البعث والحساب ، وعنها نقلت اليهودية الفكرة ، نقل مسطرة ، ومن اليهودية سرت الفكرة الي باقي الديانات الشرق اوسطية ، بما في ذلك المسحيين الذي لم يتعلموا حق الإنجيل (راجع حوار المسيح مع مرثا أخت لعازر في يو١١)

 

وقد شرح الموروث اليهودي الفرعوني الدينونة علي أنها ( حساب او محاسبة ) للإنسان بناءً علي أعماله يعقبها العقاب الابدي

لكن الدينونة في العهد الجديد هي : المواجهة مع النور الحقيقي التي بها ، يرتد الي الانسان دفعة واحدة كل ما عمله بكامل حريته ؛ خيرًا كان أم شرا، وهذا ما يجعله يجازي بحصاد مازرعه (حاول ان تتخيل حجم دينونة ابليس بهذا المقياس )

ففكرة الحساب غير واردة في الفكر الانجيلي ، بالمعني الفرعوني اليهودي ولكن المجازاة  تحدث مباشرة نتيجة للمواجهة مع النور ، لذا فالدينونة في الإنجيل معيارها ظهور و استعلان النور الازلي بالتجسد : "وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء الي العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم شريرة " (يو١٩/٣)

فالدينونة بحسب الانجيل ليست نتاج الحساب علي الأعمال ، ولكنها النتاج التلقائي للمواجهة بين النور ( المسيح) وظلمة الشر التي أحبها واختارها الانسان ، لذلك فلا شيء من الدينونة علي الذين هم في(النور) في المسيح يسوع (رو٢/٨) و ليس لأنهم من شلة المؤمنين !

 ومن ثم فإن الدينونة في اليوم الأخير سببها مجئ المسيح الثاني في مجده بملء استعلان نوره و بهائه و بصورة أبدية وغير منتهية وهذه هي الدينونة : أن الذين أحبوا الظلمة لا نصيب لهم في النور الابدي بل سيظلوا باقين في الظلمة التي أحبوها ، وفي قبضة الموت و جحيم ملك الموت اي ابليس ، وهذا هو سبب العذاب والهلاك  الابدي

بينما سيغير بهاء نوره ومجده من هم من النور الي صورة مجده و الشركة معه في بيت الآب