غاية الإنجيل والمسيحية


غاية الإنجيل والمسيحية

عندما يقول ربنا يسوع المسيح في إنجيل يوحنا، الإصحاح 14، آية 6، "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." (يو 14: 6)، هل كان يتحدث عن إيماننا وتصديقنا بالله الآب أم أنه كان يتحدث عنّا نحن الآتين إلى الآب السماوي الذي هو أكثر من مجرد الإيمان بالله؟ ثم هل كان يعني المسيح له المجد بعبارة "يأتي إلى الآب"، الإيمان بالله ونبيّه موسى وكل سائر الأنبياء الذين تنبأوا عن المسيح نفسه بوحي من الروح القدس؟؟

يجيب الإنجيل بصراحة ووضوح على كل هذه الأسئلة ويخبرنا في إنجيل يوحنا، الإصحاح 6، الآيات من 46 - 51، أن الإيمان بالله وخادمه موسى لا يقودنا إلى الغاية (الهدف) والطريق إلى الآب، إذ أن الطريق الوحيد إلى الآب هو يسوع المسيح،

"46 لَيْسَ أَنَّ أَحَدًا رَأَى الآبَ إِلاَّ الَّذِي مِنَ اللهِ. هذَا قَدْ رَأَى الآبَ .47ا َلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.

48 أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. 49 آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا. 50 هذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ. 51 أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَم."

 

ما يميز المسيحية كما أن غايتها أيضًا ومن خلال تجسد المسيح هو أن يشترك الإنسان في الطبيعة الإلهية، والتي لم يستطع أي من الأنبياء منحها أو نقلها إلى الإنسان.

السؤال هو، لماذا نؤمن أن المسيح هو الطريق الوحيد للآب السماوي؟ الجواب: لأنه لم ينل أيٌّ من الأنبياء نعمة الاشتراك في الطبيعة الإلهية. لهذا أرسل الآب السماوي ابنه الوحيد، يسوع المسيح، متجسدًا بيننا إلى العالم، ليبطل (ليبيد) الموت بحياته على الصليب ويعطينا قيامته لنكون شركاء الطبيعة الإلهية بنعمته وبعطية الروح القدوس. " لِأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ ٱلثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى ٱلنِّهَايَةِ." (عبرانيين: 3-14)

لقد صار يسوع هو الطريق والسبيل الوحيد بين الأرض والسماء لكي نأتي إلى الآب ونتحد به من خلال يسوع المسيح. " وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ إِلَّا ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي هُوَ فِي ٱلسَّمَاءِ. " (يوحنا 13:3)

 

يؤمن الكثيرون بالمسيح ويستمرون في حضور الكنيسة كل أحد دون أن يدركوا حتى الآن أن الغرض من الحياة المسيحية هو الاتحاد بالله الآب من خلال ابنه يسوع المسيح، في الروح القدس. " 3 كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، 4 اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ." (2 بطرس 1: 4،3).

هذا هو السبب في أن حياتهم تفتقر إلى قوة ومجد المسيح وغلبته على الأرواح الشريرة. لأنهم لم يختبروا ذلك أو ربما لم يدركوه بعد، فهم لم يتغيروا إلى صورة المسيح، ولا حتى تمكنوا من حمل الشهادة المثمرة للمسيح. "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 5: 16)

أيها الأخوات والإخوة، قد حان الوقت لأن يكتشف كل منا حقيقة الإنجيل التي طالما غابت عن أعيننا. علينا أن نقبل ونستلم الحياة الأبدية، التي هي حياة الله فينا بالروح القدس. فالمسيحية ليست مجرد دين، متخمة بقائمة من الأوامر والنواهي التي يجب علينا القيام بها لإرضاء الله الذي يوجد بعيدًا في السماء. لكنها حياة مع الله الآب وابنه يسوع المسيح في الروح القدس.

 

إن هدفنا كمسيحيين هو أن نشترك في طبيعته الإلهية وأن نكون على صورته ومثاله. " وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " (1 يوحنا: 5-20).