هل تعلم أن يسوع المسيح لم يأتِ ليحكم على خطيتك بل ليغيّر طبيعتك الخاطئة!


عندما نقرأ العهد القديم يمكننا أن نرى أن كلمة "خطية" تشير إلى "كسر الناموس". وهذا التعدي يؤدي إلى العقاب بسبب عدالة الله. بينما عندما نقرأ العهد الجديد نجد يسوع المسيح كلمة الله المتجسد قد جاء إلى عالمنا ليكشف لنا محبة الله والسبب الذي لأجله خُلق الإنسان - الذي هو اشتراك الإنسان في مجد الله ومحبته الإلهية." إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ" الرسالة إلى أهل رومية 23:3

إن نعمة الاشتراك في مجد الله هي الغاية كما رسمها لنا، وجعل لنا إمكانية تحقيقها في المسيح. هذا بسبب أنه، كإنسان حقيقي وإله حقيقي، وصل إلى هذه الغاية من أجلنا بل واستطاع أن يمكّن البشرية كلها من بلوغ تلك الغاية، وبهذا يمكننا أن نرثها باختيار السعي من أجل الحياة في المسيح. "وَلكِنْ، كَانَ أَيْضًا فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكًا سَرِيعًا. وَسَيَتْبَعُ كَثِيرُونَ تَهْلُكَاتِهِمْ. الَّذِينَ بِسَبَبِهِمْ يُجَدَّفُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ. وَهُمْ فِي الطَّمَعِ يَتَّجِرُونَ بِكُمْ بِأَقْوَال مُصَنَّعَةٍ، الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ مُنْذُ الْقَدِيمِ لاَ تَتَوَانَى، وَهَلاَكُهُمْ لاَ يَنْعَسُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ. وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحًا ثَامِنًا كَارِزًا لِلْبِرِّ، إِذْ جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ."2 رسالة بطرس1:1-5 

إن العهد الجديد واضح جدًا في تعريف كلمة "خطية", الخطية هي أن نفقد علامة وهدف حياتنا كمسيحيين; والسؤال هنا: ما هو هدفنا كمسيحيين وفقًا للعهد الجديد؟ إن هدفنا هو أن نعيش في وحدة مع الله الآب من خلال ابنه يسوع المسيح ونكون على مثاله. نحن نستقبل ونقبل يسوع فينا في الروح القدس ونؤسس أفعالنا في حياتنا على الحياة الإلهية لربنا ومخلصنا يسوع المسيح. لذلك، عندما "نخرج عن الهدف"، فإننا نخطئ.

 بما أن الهدف الذي خُلق الإنسان من أجله هو الشركة الكاملة مع الله، وأن نشترك في الطبيعة الإلهية (2 بطرس 1: 4)، والاشتراك في مجده وخلوده، فإن الخطيئة تعني أن نحيد عن الهدف والغاية في أن نشترك في الله. يعبر القديس بولس عن مفهوم الخطية هذا عندما يقول." إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ" الرسالة إلى أهل رومية 23:3 وهذا يعني أن البشر فقدوا الهدف الذي هو الاشتراك في الحياة الإلهية ومجد الله.

لقد أخذ يسوع المسيح ابن الله جسدنا من مريم العذراء لتتميم خطة الخلاص للبشرية كلها. لقد جاء ليخلصنا من قبضة الخطيئة والموت وليس ليديننا. «"...فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». متي 21:1، لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ. متي 11:18

"الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي" العبرانيين 3:1

لقد واجه الشيطان وكل قوته الشريرة ضد الإنسان من كراهية ورفض وخيانة وحزن وخوف... على الصليب. لقد حمل خطايانا وكسر شوكه الخطية والموت حتى نتمكن من غلبتها نحن أيضًا. "الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا." غلاطية 4:1

"الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ." رسالة بطرس الأولى 24:1

لقد جاء يسوع إلى عالمنا ليس لمعاقبتنا وإدانتنا ولكن ليخلصنا من الشيطان عدونا، "أَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ." يوحنا17،16:3

لقد جاء ليدمر أعمال الشيطان فينا ويحررنا من عبودية الخطية وقبضة الموت. لقد أعطانا القوة، أي قوته في الروح القدس، لمقاومة الشيطان والتغلب على تجاربه "مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ." 1رساله يوحنا 8:3

 

نشكر ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على محبته ونعمته من الآن وإلى الأبد على مدى الأجيال. آمين.