لن يكونوا معه فى الفردوس


هل الايمان بدم المسيح لغفران الخطايا هو الاغتسال و التطهر من الخطايا بدمه ؛ ام ان الايمان بدمه لغفران الخطايا يعنى : الفرصة و الامكانية لنوال التطهير و الاغتسال بدمه؟! فهل كل من آمن بالمسيح قد إغتسل من الخطايا بدمه ؟

السؤال الثانى الذى يطرح نفسه علينا لكى يساعدنا على فهم الحقيقة هو ما معنى الاغتسال؟ فهل اذا وضعت ثوبا مبقعا بالاوساخ فى وعاء به ماء،  هل يعنى هذا ان الثوب قد غسل من بقعه و اوساخه ؟ ام ان غسل الثوب معناه ازالة البقع و الاوساخ منه؟

و من ثم نعود الى التطبيق على معنى الاغتسال و التطهر بدم المسيح : هل يمكن ان يكون الانسان الذى امن بدم المسيح قد اغتسل بدمه، اذا كانت ماتزال الخطايا ساكنة فى ارادته ، ام ان الاغتسال و التطهير بدمه يعنى ازالة بقعة الشر و وسخ الخطيئة من قلبه ؟!

المسيح خاطب اللص اليمين على الصليب الذى اعترف بلاهوته فى ما كان الرب معلقا بجواره على الصليب، قائلا لهاليوم تكون معى فى الفردوس، فهل الاعلان الذى ناله اللص اليمين عن شخص المسيح المصلوب ، متضرعا اليهاذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتكالا يشهد هذا علي انه قد اغتسل و تطهر من الخطية الساكنة فيه بدم المسيح المسفوك عنه و عن حياة العالم؟

فهل الذين يدخلون الى فردوس النعيم يدخلون بخطاياهم و بقع الشر فى نفوسهم و ارادتهم لانهم امنوا ؟! ام ان الحقيقة الصارخة التى يهرب منها الجميع هى ان من لم يغتسل من خطاياه لن يسمع ابدا صوت المسيح القائل اليومتكون معى فى الفردوس”. و من ثم فان فردوس النعيم غير متاح للمؤمنين الذين كانت عندهم فرصة الاغتسال بدم المسيح و لم يستفيدوا بها بل ظلت خطاياهم ساكنة فيهم من داخلهم ! و الا فما الفارق بينهم و بين غيرهم من البشر الذين هم ايضا ماتزال خطاياهم ساكنة فيهم ؟ و اين العدالة و القداسة اذا كان الذين آمنوا يدخلون الى فردوس النعيم بينما  خطاياهم ساكنة فيهم كما هو حال الذين لم يؤمنوا بعد ؟

فاذا كان هنالك انسان له قلب جميل مثل قلب اللص اليمين و لكن لم تتح له فرصة سماع كلمة الانجيل و الايمان بالمسيح للخلاص هل هذا هو الذى يحرم من فردوس النعيم ؛ بينما يدخله الذى سمع كلمة الايمان و كانت الفرصة متاحة له للاغتسال و التطهير ، و لم يغتسل و لم يتطهر ، بل عاش مستقرا طول حياته فى خطاياه !  

و اذا كان المؤمن ما تزال الخطية ساكنة فيه و بالخطية الموت ، فما الذى يمنع الشيطان الذى قيده بالخطية من ان يجتذب روحه الى بيته و سجنه المسمى بالجحيم ؟!.

 

بقى سؤال اخير : هل هؤلاء المؤمنين المتوانين الذي قيدهم الشرير بالخطايا الساكنة فيهم إلي الجحيم ؛ هل يمكن أن تخلص أرواح البعض منهم في اليوم الأخير ؟ : "مثل هذا يسلم للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع "(١كو٥/٥)

فغفران الخطايا يعني نزعها والتطهر منها بسلطان غلبة دم يسوع المسيح وليس مجرد كلمة إعتذار كما يظنون !

مشورتي الغالية لكل من لم يتطهر فعليا بدم الحمل أن يسرع الي توبة الغفران بالتطهير بدمه ، حتي لا يحدره الشرير الي بيته وسجنه : الجحيم ! حيث لن يسمع صوت المسيح  : اليوم تكون معي في الفردوس !.